Tuesday 15 July 2014

بيروت بخير.. ولكن؟


من زار بيروت وتجول في شوارعها يوماً ، فاحتسى فنجان قهوةٍ على الكورنيش.. من اختمرت في أُذنيْه أصوات الزحمة والزمامير يعرف جيداً خلال تجواله في شوارع العاصمة أن شيئاً ما اختلف خلال السنوات القليلة الماضية. بالاضافة الى كون بيروت عاصمة ثقافية وفنية بامتياز، لم تعد معارض الكتاب، أو الحفلات المستقدمة من الخارج، أو الماراثون الفصلي .. لم تعد تلك الاحداث كافية لتصنيف بيروت كعاصمة شرق أوسطية بألف خير.

يبدأ المشوار صباح يوم الاثنين ومعه تبدأ رحلة الالف يوم، المدينة الحلم والحياة الشبه مثالية ليست بخير، ولكنها لوحةٌ اختار بعضنا رسمها تبعاً لأهوائه. مسافةٌ نقطعها يومياً، تختلف الوجهات بين مكان عملٍ وآخر الا ان الراسخ الوحيد هو معجزة تخطي زحمة السير في المدينة.

تمتد الطريق الساحلية ، خطٌ طويلٌ مرصوصٌ وشجر نخيل هنا وهناك. صيف بيروت حار وجاف خارج السيارة البيضاء المكيّفة. الموسيقى تصدح، تُسابق سيارةٌ أُخرى، تلتزم الاولى بالاشارة الحمراء فتسارع الثانية لمباغتتها.

المنتجعات السياحية باتت جزءً لا يتجزأ من الكورنيش الساحلي، نخشى أن نستيقظ يوماً لنرى سوراً يحيط ببحر بيروت الشبه "مجانيّ" . تُحتكر الممتلكات العامة في لبنان باسم السياحة، ما يدفع اللبناني للبحث عن فسحات جديدة للتنفس والترفيه بعيداً عن  همومه اليومية.

تلك الطريق التي تقطعها السيارة البيضاء يومياً من المنزل الى المكتب شبه مثالية، من يراقبها يظن أن بيروت بألف خير.. ولكن على الطرف الاخر من الطريق بيروتٌ أُخرى لا تناسب وجه لبنان السياحي، وهنا المفارقة : بيروت ليست بخير ولكننا باختصار: تأقلمنا.

 

 

No comments:

Post a Comment