Thursday 22 November 2012

بيروت.. بين استقلال ١٩٤٣ و استغلال ٢٠١٢


صباحُكم استقلال
قد أكون الّلبنانية الوحيدة التي نسيَت تفاصيل قصة الاستقلال اللبناني لحظة تساؤلها ان كان الاستقلال حصل عام ١٩٤٣ أو ١٩٤٥
والحقيقة  أنني لا ألوم نفسي على هذا الإهمال بتاتاً... بل ألوم وطني، وطني الذي من كثرة حبّه لي كلبنانية، نجح في مساعدتي على نسيان تاريخ استقلاله ..كما يقولون
استقلال ال ١٩٤٣ الذي نحتفل به بعرضٍ  عسكري ممل، متكرر، دون جدوى
نستعرض خلاله فرقنا العسكرية، نستعرض اللواء الأول والثاني، المُجوقل والشرطة العسكرية وغيرها.. نستعرضها لكي نرى ما نملك من قُدرات، ولكن، ما الفائدة؟
: بدلاتهم جميلة، وتنظيمهم مميّز، وموسيقاهم والتزامهم ووطنيّتُهم إيجابّية، جميل ! ولكن السؤال المطروح يبقى التالي
بماذا نحتفل؟ صدقًا.. أنحتفل بثيابهم وانضباتهم؟ أم باستقلال ال ١٩٤٣؟ وإن كان جوابكم : باستقلال ال ١٩٤٣ ،هُنا
الكارثة الكبرى
نعم الكارثة الكُبرى، استقلال ال ١٩٤٣؟ ولبنان لا يزال لُعبة الدول أجمع؟ دول ندعي أننا نلنا استقلالاتنا منها، من فرنسا إلى سوريا .. فبالنسبة للبعض، استقلال ال ١٩٤٣ ذكرى نحتفل بها.
   ولكن عجباً! أُطلق العنان لمُخيلتي في بعض الأحيان حالمةً بشكل لبنان اليوم لو لم يستقِل عن فرنسا ولو لم تنتهي مرحلة الإنتداب
لُغة فرنسية ممتازة ، خططٌ بيئية، تعليمٌ مجاني، إنماء، كهرباء، ديمقراطية مُطبقة ومراقبة ، انضباط ونظام، أحزابٌ أقلّ، تفادي الحرب الأهلية، جيلٌ طموح، هجرة الفرنسيين إلى بيروت، رُبما سعادة وابتساماتٌ أكثر.. يطول الحُلم بالتأكيد، ولكن
يوقظني صوت الملالات المُسرعة صباحاً إلى عرض الاستقلال، فأجد نفسي سجينة الواقع اللبناني المُستمر من جديدلا كهرباء، لا أوكسيجين ولا حديقة عامة واحدة... بطالة بطالة... هجرة وأحلامٌ أبنيها على أمل تحقيقها في بلاد الإغتراب يومًا ما
والبعض الآخر يزعم ان استقلالنا الآخر نلناهُ لحظة مُغادرة الجيش العربي السوري الأراضي اللبنانية، هذا طبعًا استقلالٌ أسعدني
 .. أما عن استقلال ٢٠١٢...  فاستقلالُنا الحقيقي سنحتفل به لحظة استقلال نفوسنا من انتماءاتها
أترك لمُخيلتكم اللبنانية الواسعة حرية ابتكار سيناريو استقلال ٢٠١٢، ليحتفل به لبنانيّو ال ٢٠٤٣ وليشكرونا فعلاً على هذا الاستقلال