برزت في لبنان حديثاً حملة جديدة تطالب بحماية المرأة من الإغتصاب ، وتحديداً الإغتصاب الزوجي . وتفرعرت من المظاهرة التي برزت فيها مشاركة كبيرة لنساء و رجال ، تفرعت منها عدة شعارات منها : “حماية المرأة من الإغتصاب الزوجي” و “حماية المرأة من عيون الأمن الساهر على سلامتها نظرياً فقط “ و”حق المرأة في منح الجنسية لأطفالها” ... ويبدو أن العمل على هذه الحملة تطلب جهداً ووقتاً وتكاتفاً فما مصيرها يا ترى؟ وكم تختلف هذه المظاهرة عن مظاهرات المطالبة بالزواج المدني ، أو إسقاط النظام الطائفي ؟ ولماذا تطغى مشاركة فئة واحدة دون الفئات الأخرى على هذه التحركات فتحصرها أحياناً بلونٍ واحد مع العلم بتشديد المنظمين على استقلاليتها؟
وأين بقية النساء اللبنانيات؟ وخاصةً الجامعيات والأمهات! راضخات هنّ أم خائفات؟ أين هو الولاء الوطني وعدم التحيز أو الإنتماء؟ لماذا تبدو هذه المظاهرات إما منتمية ضمنياً أو مسيّسة شكليًا؟ أين هي الإستقلالية الحقيقية؟ " إذا لا 14 ولا 8 ضروري تكون حمرا؟ " سؤال يتبادر إلى ذهني دائماً.
أما المضحك المبكي فهي اللجنة المكلفة دراسة هذا القانون ! ليشرح لي أحدكم علاقتهم بالمرأة ، وكيف تم اختيارهم! وأين بقية البرلمانيات؟ أين ستريدا ونايلة وبهية وصولانج ؟
أما عن مصير هذه المظاهرة ، فهو لن يختلف عن مصير المظاهرات التي سبقتها خلال العام المنصرم؛ ضجة إعلامية ومشاركة كثيفة ومظاهرات متتالية فتراجع وزوال... بانتظار شعار جديد ومظاهرة جديدة من نفس اللون .
وقد فشلت هذه الجمعيات والتجمعات في إطلاق مظاهرة واحدة موحدة تندرج في إطار تغير أكبر وعنوانها "نعم للعلمانية" .
العلمانية هي القاعدة الأساسية والدستور الموجه والحامي.
العلمانية هي :
الزواج المدني
الحقوق المدنية
حضور المرأة في الحياة السياسية البرلمانية والحكومية والإدارات العامة بنسبة لا تقل عن 25% ، فحضور المرأة في المجلس النيابي والحكومة هو المغيّر الوحيد والقوة المطلقة التي يمكنها التحكم بزمام الأمور النسائية والمطالبة الفعّالة بها والأهم حماية المرأة من كلّ أنواع العنف المحتملة بالإضافة إلى متابعة مشاريع القوانين اللازمة.
فصل الدين عن الدولة
حرية المعتقد
التوظيف بناءً على الكفاءة العلمية وإنتهاء الستة ستة مكرر وزوال المحسوبيات
هي ....
هذا يكفي لجعل هذا العنوان الهدف الأساسي لتحركاتنا ، ذلك لأن إسقاط النظام و حماية المرأة وتحسين الوضع المعيشي وإقرار قانون الزواج المدني وإعداد نظام إنتخابي جديد، كل هذه عناوين محاطة بالعنوان الأكبر ، الممثل لها والناطق بإسمها وهو: "نعم للعلمانية" .
فلماذا لم توحّد الجهود بعد ؟
أين نساء لبنان؟ نصف الشعب اللبناني أي ما يعادل أكثر من مليوني فتاة وإمرأة !
متى سيتوحد الهدف لتكون قاعدته مسيرة واحدة فقط وهي العلمانية؟
No comments:
Post a Comment